الفصل الأول: التشخيص التشاركي
I-مونوغرافية جماعة عين الشقف.
- الموقع الجغرافي وتاريخ الجماعة.
تقع جماعة عين الشقف على هضبة سايس وينبثق اسمها من عين تنبع من صخرة الغرانيت. وقد تم إحداثها بتاريخ 1959 وتوجد بإقليم مولاي يعقوب، جهة فاس مكناس، وتعتبر البوابة الغربية لمدينة فاس التي تبعد عنها بحوالي 5 كليمتر.
تحد غربا بالجماعة القروية القصيرة عمالة إقليم الحاجب، وشرقا بالجماعة القروية ولاد الطيب وشمالا بمدينة فاس وطريق مكناس وجنوبا بالجماعة القروية عين الشكاك إقليم صفرو المرسم رقم 1 خريطة التحديد الإداري لجماعة عين الشقف.
تقدر مساحتها ب 153 كلم2، تضم ثلاث مجموعات ذات تصاميم تهيئة خاصة بكل مجموعة منقسمة.
-مركز عين الشقف : مصادق عليه بتاريخ 28/8/1996 معدل 2002، الذي ضم مدخل الطريق اليسار فاس الرباط حيث يوجد القطب الحضري عين الشقف.
– مركز الزليليك : منذ 2002 والذي يضم تجزئتين : الانبعات 1 و2 خصصتا أساسا لإعادة الإسكان من أجل القضاء على السكن العشوائي ودور الصفيح بتراب الجماعة وخصوصا دواوير الكيفان والكبانية والزليليك.
– مركز رأس الماء : مصادق عليه بتاريخ 10/3/1997 والدي عرفا جمودا في استقطاب المشاريع الاستثمارية وذلك راجع لطبيعة العقار وعدم توفر التجهيزات الأساسية للصرف خصوصا الصحي. رغم اعتبار المنطقة ذات طابع صناعي في إطار التصميم المديري لمدينة فاس.
هذا بالإضافة إلى وجود القطب الحضري رأس الماء الذي يمتد على مساحة حوالي 192 هكتار مقسم إلى منطقة صناعية وأخرى سكنية على شكل عمارات. علاوة على ذلك تضم الجماعة عدة دواوير محيطة بالمراكز الثلاث المذكورة والتي يقدر عددها ب 33 دوار، إضافة إلى إمكانية توفر الجماعة على وعاء عقاري مهم لاستقطاب مشاريع هامة من خلال استكمال الدراسات التي يقوم بها صندوق الإيداع والتدبير بمنذ سنة 2007 على مساحة تقدر ب 2143 هكتار. رسم رقم 2 صورة حرية لموقع مركز جماعة عين الشقف.
- الوسط الطبيعي :
- المناخ : يعتبر مناخ جماعة عين الشقف مناخا قاريا ويتميز بدرجات الحرارة تتراوح بين °13 و°36 ويبلغ متوسط التساقطات المطرية السنوية 420 مم الشيء الذي يشجع الفلاحين على الاستقرار، أما الرياح فتهب غالبا من الشمال الغربي.
- التضاريس : تقع جماعة عين الشقف على هضبة سايس،وتتكون التربة من احمري وهي أراضي تمتاز بالخصوبة خصوصا المنطقة الشمالية، أما المنطقة الجنوبية فتتكون من التبرس و الرمل حيث توجد عدة محافر رملية ومقالع حجرية وهي في مجملها أراضي عرشية حيث أن ثلثي سكان الجماعة يشغلونها حسب الأعراف المحلية.
- الغطاء النباتي : تغطي غابة عين الشقف جزءا مهما من تراب الجماعة يقدر ب64 هكتارا وتتكون من أشجار صنوبر والأوكليتوس هذا بالإضافة إلى وجود مساحات خضراء مهمة مغطاة بأشجار مثمرة كأشجار الزيتون واللوز على شكل ضيعات فلاحية تقدر مساحاتها 2077 هكتار كما توجد مساحات شاسعة مخصصة للرعي مما ساعد على استقطاب عدد من الرعاة الرحل.
- الموارد المائية : تعتبر جماعة الشقف خزانا مائيا يزود المنطقة ومدينة فاس وحتى مكناس بالماء الشروب، وهي الفرشة المائية الجوفية سايس وتنقسم إلى الفرشة السطحية على عمق 40 متر والفرشة الباطنية على عمق 200 متر.
كما تتوفر الجماعة على منابع مائية كمنبع عين الشقف ومنبع عين السمن ويمر عبرها ثلاثة أودية وهي واد عين الشقف وواد عين السمن وواد بوركايز بالإضافة إلى عدة آبار.
- ديمغرافية الجماعة:
حسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط فإن عدد سكان جماعة عين الشقف يقدر ب 35016 نسمة حسب إحصاء 2004 و5836 أسرة بمعدل 6 أفراد في الأسرة، وتقدر الكثافة السكانية بالجماعة 180 نسمة / كلم2 سنة 2004 أما مجموعة ساكنة الجماعة يقدر حاليا بحوالي 55000 نسمة مع كثافة سكانيه تقدر ب 281 نسمة/ كلم2، ويلاحظ أن الكثافة السكانية بهذه الجماعة مرتفعة بالمقارنة مع الجماعات القروية المجاورة كجماعة سبع الرواضي 77 نسمة / كلم2 وجماعة مكس 43 نسمة/ كلم2.
أما توزيع الساكنة حسب الأعمار فهو كمايلي : (سم بياني رقم 1: الهرم السكاني لجماعة عين الشقف).
من خلال هرم الأعمال يتبين أن الفئة ما بين 15 و44 سنة تشكل 49.3% من مجموع الساكنة حسب إحصاء….
أي …. نسمة من بينهم ….. نساء بنسبة 50.1%. أما الفئة الشابة ما بين 24.10 سنة تشكل 32.7% من الساكنة أي …. نسمة من ضمنهم …. نساء بنسبة 49.7%، أما الأطفال أقل من 5 سنوات فعددهم .أ. أي نسبة 12.3% والأطفال ما بين 5 و9 سنوات عددهم ….. بنسبة 11.6% وأخيرا تشكل الفئة من 60 سنة فما فوق ….. نسمة بنسبة 6% من بينهم …. نساء.
ويلاحظ أن 72.3% من مجموع السكان أقل من 44 سنة، ويمكن أن يشكل هذا المعطى من بين الإكراهات و المميزات في نفس الوقت حيث من جهة فإن لهذا النوع من الساكنة متطلبات عديدة من تمدرس وتكوين وتأهيل ومنشأت ثقافية وترفيهية واجتماعية ورياضية…. ومن جهة ثانية فيمكن اعتبار هذا النوع من الساكنة من الفئة النشيطة التي يجب حسن إستغلالها للنهوض بهذه المنطقة ومن جانب آخر، ومن خلال تحليل المعطيات الإحصائية للمندوبية السامية للتخطيط يتبين أن معدل الولادات هو 8.27% في المقابل نجد معدل الوفيات 8.48% مما يؤكد أن مشكل التربية الصحية الإنجابية تعاني من نقص حاد على الرغم من توفر الجماعة مركزين صحيين ودار للولادة.
- المجال الاقتصادي :
- الفلاحة وتربية المواشي : يتعاطى أغلبية سكان الجماعة للفلاحة وتربية المواشي وهكذا تتوزع الأراضي الفلاحية للمنطقة على الشكل التالي : مجموع مساحة الأراضي الصالحة للزراعة 11783 هكتار موزعة على 10037 هكتار بورية 1746 هكتار مسقية حيث تتوزع المزروعات كمايلي (الرسم المبياني) توزيع المساحة المزروعة حسب نوع الإنتاج.
يلاحظ أن 63% من الأراضي مخصصة لزراعة الحبوب أما مجموع مساحة المغطاة بالغابة تقدر ب 64 هكتار وتبلغ مساحة الأراضي المخصصة للرعي 2643 هكتار الشيء الذي ساهم في استقطاب بعض الوعاة الرحل (أنكاد).
وتجدر الإشارة إلى أن الوضعية القانونية للأراضي المذكورة تنقسم إلى ثلاثة أنواع على الشكل التالي:
-7657 هكتار أراضي الجموع أي ما يعادل 65%.
-2599 هكتار أراضي الدولة أي ما يعادل 22%.
-1487 هكتار أراضي ملك الخواص أي ما يعادل 13%.
وبالرجوع إلى تاريخ النشاط الفلاحي بالمنطقة، يتبين أن جل مساحة الأراضي الفلاحية بالجماعة كانت مسقية، ونظرا لظاهرة الجفاف التي عرفها المغرب في عقدي الثمانينيات والتسعينيات فقد تراجعت المساحات المسقية الشيء الذي فرض على فلاح المنطقة التفكير في نشاط فلاحي بديل وهو تربية المواشي، وهكذا بلغ عدد رؤوس المواشي بتراب الجماعة حسب إحصاء 2004:
- الأبقار:4879 .
- الأغنام: 14130.
- الماعيز: 174.
- الخيول: 120.
- الدواجن: 141000.
- الصناعة : تتوفر الجماعة على معمل هو لسيم لصناعة الإسمنت وبعض الورشات الصناعية كصناعة المواد البناء ووحدات لمعالجة الزيتون وصناعة بعض المواد الغذائية إلا أن هذا القطاع يبقي محدودا. وقد تعزز هذا القطاع بمنطقة صناعية على مساحة 45 هكتار بالقطب الحضري رأس الماء الذي سيوفر فرص الشغل.
- التجارة : يوجد بالجماعة سوق أسبوعي مؤقت وبعض المحلات التجارية وبعض المقاهي والمطاعم ست محطات للتزويد بالبنزين، ومع ذلك يبقى هذا القطاع جد ضعيف.
- السياحة : تتوفر الجماعة على وحدتين سياحيتين : فندق رضا 3 نجوم ومخيم دولي الجوهرة الخضراء والذي يعرف حاليا توسعا مهما ببناء إقامات سياحية، هذا بالإضافة إلى توفر الجماعة على مؤهلات سياحية جد هامة كغابة عين الشقف ومغارة بوركايز ومنابع طبيعية بدرجة حرارية برأس الماء كما تتوفر الجماعة على منتجعات سياحية ومسابح.
- النقل : رغم توفر الجماعة على شبكة طرقية مهمة في حاجة إلى الصيانة والتقوية إلا أن مشكل النقل العمومي يبقى مطروحا بشدة بالنسبة للساكنة حيث يتميز بإنعدام وسائل التنقل بين الدواوير ومركز الجماعة بإستثناء النقل غير المنظم وما يترتب عنه من مخاطر ولا يلبي حاجيات الساكنة.
- وسائل الإتصال : عرفت وسائل الإتصال بالجماعة تطورا هائلا خلال السنوات الأخيرة تميز بتغطية مهمة لترابها من شبكة والأنترنيت وتتوفر أغلب المنازل على جهاز التلفاز وخدمات للاتصال.
- الخدمات المالية : انعدام الخدمات المالية بالجماعة وغياب تام للوكالات المصرفية بالأحياء حيث أن الجماعة لا تتوفر على أبناك وشركة التأمين وهذا يجب لفت الانتباه إليه أثناء إعداد برنامج عمل الجماعة.
- المجال الاجتماعي والثقافي والرياضي :
- الصحة : تتوفر الجماعة على مركزين صحيين الأول بمركز عين الشقف والثاني برأس الماء وعلى دار للولادة مع سيارتي إسعاف وسيارة لنقل الموتى، وهذا لا يرقى إلى المعدل الوطني مقارنة مع الكثافة السكانية للمنطقة التي أصبحت تقارب 55 ألف نسمة مع الإشارة إلى النقص الحاد في الأطر الطبية : ثلاثة أطباء و12 ممرض كما يوجد بالجماعة 14 صيدلية الشيء الذي يمكن اعتباره إيجابيا بالنسبة للحالة الراهنة كما توجد عيادة للطب العام وعيادة بيطرية.
ورغم كل هذا يعاني هذا القطاع من مشاكل عديدة، فمن جهة تبقى قدرة إستيعاب هذه المراكز الصحية ضعيفة ومن جهة أخرى فإن هناك نقص حاد في المعدات الطبية والموارد البشرية وخصاص في الأدوية.
- التربية والتعليم : تضم جماعة عين الشقف العديد من بنيات التربية والتعليم كما هو مبين في الجدول التالي:
عدد المؤسسات | الحجرات | عدد الأقسام | الممدرسون | المدرسون | |
الأولى | 12 | 12 | 12 | 482 | 12 |
الابتدائي | 21 | 123 | 195 | 6037 | 196 |
الثانوي الإعدادي | 2 | 24 | 34 | 1294 | 53 |
الثانوي التأهيلي | 1 | 13 | 13 | 373 | 29 |
المجموع دون التعليم الأولي | 24 | 160 | 242 | 7704 | 278 |
يتضح من خلال المعطيات أعلاه أن عدد الممدرسين في كل قسم لا يتجاوز 35 تلميذا وهو معدل لا بأس به إلا أن مشكل تواجد الأقسام المشتركة في الابتدائي لازال مطروحا مما يؤثر سلبا على مردودية المتعلمين وكذلك الافتقار إلى النقل المدرسي في مستويات الإعدادي والثانوي مع نقص في التجهيزات المواكبة كالمرافق الصحية وبعض البنايات المدرسية على شكل مفكك والتي توجد في بعض الأحيان في حالة سيئة خاصة بالمؤسسات الابتدائية كما أنها لا تتوفر على المطاعم المدرسية مما ينتج عنه الانقطاع عن الدراسة في مرحلة الإبتدائي.
- الثقافة والرياضة : تعرف جماعة عين الشقف نقصا حادا في النشاط الثقافي بالإضافة إلى نقص حاد فيما يتعلق بالفضاءات الثقافية حيث تتوفر الجماعة فقط على دارين للشباب غير كافية لتغطية حاجيات الشباب من ترفيه وتنشيط مما يتطلب العمل على إيجاد مراكز فرعية لدور الشباب خاصة في الدواوير والتجمعات السكنية البعدية عن المراكز.
ويبلغ عدد المساجد المتواجدة بتراب الجماعة 42 مسجدا منها إثنين تابعين إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منها 30 فقط تؤدى بها صلاة الجمعة وإثنين تلقن بهما دروس محاربة الأمية. ويلاحظ من خلال المقارنة مع عدد سكان الجماعة أن عدد المساجد المذكورة غير كافية وخاصة تلك التي تتبناها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وفيما يخص التجهيزات الرياضية فإن الجماعة تتوفر على ملعب لكرة القدم غير معشوشب ومركب سوسيورياضي الذي سيتم فتحه قريبا لفائدة الشباب إلا أن الدواوير البعيدة عن المركز في تفتقر إلى ملاعب القرب لممارسة الأنشطة الرياضية.
- مجال التهيئة والتعمير:
تعرف جماعة الشقف تنمية متسارعة في تعميرها ناتجة بالأساس عن تزايد الساكنة بوثيرة سريعة ومن جهة أخرى يعرف قطاع العقار حيوية على مستوى اقتصاد الجماعة حيث أن 93% من التراخيص تتعلق بالبناء، في حين أن 7% فقط قد سلمت لقطاع الصناعة والتجارة والفضاءات العمومية.
ويلاحظ من خلال التشخيص التشاركي والمشاكل المثارة من قبل الساكنة والفاعلين المحلييين أن هناك نقصا في بعض البنيات التحتية ويتجلى ذلك في ما يلي:
- باستناد مركز عين الشقف وجزء من دوار التلالسة الذي استفاد من شبكة التطهير السائل فإن باقي الدواوير غير مربوطوة بالصرف الصحي، كما أن بعض هده الدواوير غير مربوطة بالشبكة الطرقية فيما بينها هذا بالإضافة الى مشكل الماء والكهرباء غير المعمم على جميع المساكن بالدواوير التابعة للجماعة.
- وهناك أيضا مشكل ضرورة ايجاد حل نهائي للسكان المتواجدين فوق الوعاء العقاري لتجزئة الأندلس وذلك لإنجاز الاشغال المبرمجة في القطب الحضري عين الشقف.
- وفيما يتعلق بمركز راس الماء حيث توجد تجزئة الانبعاث 1 و2 المخصصتان لاحتضان إعادة إسكان دوار الكبانية والكيفان والزليليك، حيث أن جل تطلعات الساكنة تنصب حول ضرورة الإسراع بهذا المشروع ليتم استقرارهم بشكل نهائي وفي ظروف ملائمة.